تأديب لا تعذيب
بينما كان الأب يقوم بتركيب مصدات معدنية لسيارته الجديدة باهظة الثمن، إذا بابنه الصغير يلتقط حجراً حاداً، ويقوم بعمل خدوش بجانب السيارة باستمتاع شديد.
حينما انتبه الأب إلى ذلك غضب غضبا شديدا، وفي غمرة هذا الغضب فقد شعوره وهرع إلى الطفل وضربه علي يده عدة مرات، ولم يشعر أن يده التي ضرب بها ولده كانت تمسك بمفتاح الربط الثقيل الذي كان يستخدمه في تركيب المصدات، وان ابنه أصيب إصابة بالغة في يده، فنقله إلى المستشفى، وهنا أخبره الأطباء بأن أصابع الطفل لن تتحرك مرة أخرى.
وهو راقد على فراشه .. سأل الابن الصغير أباه في براءة : "متى أستطيع أن أحرك أصابعي مرة أخرى" ؟
فتألم الأب غاية الألم وعاد مسرعاً إلى السيارة، وبدأ يركلها عدة مرات في غضب هستيري حتى أصابه الإرهاق، فجلس على الأرض منهكاً ، ولما جلس على الأرض نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن، فوجده قد كتب بها (أحبك يا أبي).
فنال الأب من الأسى ما ناله، وقال في نفسه وعيناه تغرورق بالدموع : "والله لو كنت أعلم ما كتبت، لكتبت بجانبها وأنا أحبك أكثر يا بني".
العبرة: الغضب شعبة من الجنون، فإذا تملك الإنسانَ لم يعد يميز في تصرفاته
بين الخطأ والصوابو بين ما يليق وما لا يليق، وقد تكون عواقب ذلك وخيمة لا
يمكن استدراكها بحال.
وأسوأ ما في الأمر حين نؤذي أبناءنا وأهلينا ونحن تحت سيطرة الغضب، ونظن أن ذلك تأديب لهم وصرامة في تربيتهم، والحقيقة أن أي تصرف نتج عن الغضب إن لم تكن له نتائج سلبية فلن تكون له أي نتيجة إيجابية.
وأسوأ ما في الأمر حين نؤذي أبناءنا وأهلينا ونحن تحت سيطرة الغضب، ونظن أن ذلك تأديب لهم وصرامة في تربيتهم، والحقيقة أن أي تصرف نتج عن الغضب إن لم تكن له نتائج سلبية فلن تكون له أي نتيجة إيجابية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق